التعليمالعام

خطبة محفلية عن أهميةَ اللغة العربية

خطبة محفلية عن أهميةَ اللغة العربية

خطبة محفلية عن أهميةَ اللغة العربية

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد  أيها المسلمون   

قال الله تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) الشورى (7) ، وروى البيهقي سننه : (عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ :   (تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ).

إخوة الإسلام
يكفي في بيان فضل اللغة العربية أن نذكر أنها لغة القرآن الكريم ، المعجزة الخالدة ، التي نزلت لتكون منهج حياة الناس إلى قيام الساعة ، واصطفى الله عز وجل اللغة العربية لتكون وعاء يحمل هذا النور والهداية إلى الناس ، وذكَّر بذلك في نحو عشرة مواضع في القرآن الكريم ، منها قوله عز وجل : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) الزمر/27-28. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :” اللسان العربي شعار الإسلام وأهله “، وقال الثعالبي إمام اللغة : (من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها ) . وتزداد أهميةُ تعلمِ اللغة العربية حين بَعُد الناس عن الملكةِ والسليقة اللغوية السليمة؛ مما سبَّبَ ضعف الملكات في إدراكِ معاني الآيات الكريمات؛ مما جعل من الأداةِ اللغوية خيرَ معينٍ على فهم معاني القرآن الكريم والسنة المطهرة، لأنّ في تعلُّمِها فَهْمٌ صحيح لِما جاء فيهما من ألفاظ، وتراكيب، وأحكام، وقوانين، تُساعدُنا في فَهْمِ وتعلُّمِ معاني، ومغازي الجوانب الأدبيّة التي وردَت في القرآن الكريم، عن طريق فَهْمِ الأسرارِ التي تكمُنُ في أعماق اللغةِ العربيّةِ ، والتي تُمكِّنُنا من فَهْمِ القضايا اللغويّة، وذلك عن طريق الأُسُسِ التي تستندُ إليها، وتتضمَّنُها اللغةُ العربيّةُ ،

ويمكن أن نلخصَ أهميةَ اللغة العربية بالنِّقاط التالية :  

أولاً : أن البيان الكامل لا يحصل إلا بها: ولذا لم ينزل القرآنُ إلا باللغةِ العربية؛ قال – تعالى -: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195]، فدلَّ ذلك على أنَّ سائر اللغات دونها في البيان.

ثانيًا : أن اللغة العربية تُعد مفتاح الأصلين العظيمين؛ الكتاب والسنة : فهي الوسيلةُ إلى الوصولِ إلى أسرارهما، وفهم دقائقهما، ولهذا السبب عني السَّلفُ بعلومِ اللغة العربية، وحثُّوا على تعلمِها، والنَّهل من عبابها، يقول عمرُ بن الخطاب – رضي الله عنه -:  “تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم، وتعلَّموا الفرائضَ؛ فإنها من دينكم” ،  وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري – رضي الله عنهما -:  “أمَّا بعد، فتفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنه عربي” ، وقال عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما -: “ما كنتُ أدري ما معنى:  ﴿ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 14] حتى سمعتُ امرأةً من العربِ تقول : أنا فطرتُه؛ أي: ابتدأته”، وقال: “إذا خَفِيَ عليكم شيءٌ من القرآنِ، فابتغوه في الشِّعرِ؛ فإنَّه ديوانُ العرب”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى