الاخبار

إعادة تأهيل أبو محمد الجولاني: مشروع دولي أم تكتيك مرحلي؟

من هو أبو محمد الجولاني ويكيبيديا السيرة الذاتية

من هو أبو محمد الجولاني ويكيبيديا السيرة الذاتية

 

من هي زوجة أبو محمد الجولاني

أبو محمد الجولاني سني ام شيعي

من أين أبو محمد الجولاني

 

من يقف وراء اعادة تأهيل الجولاني ؟ هل انتهى المشروع الإيراني في المنطقة ؟ واين الأردن من ذلك ؟

د . عامر سبايلة يجيب على اسئلة غيث عضايلة

 

إعادة تأهيل أبو محمد الجولاني: مشروع دولي أم تكتيك مرحلي؟

 

إعادة تأهيل أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، باتت ملفًا مثيرًا للنقاش في الأوساط الإقليمية والدولية. هذه الخطوة تأتي ضمن تحولات استراتيجية عميقة في المنطقة، حيث تسعى بعض القوى إلى إعادة صياغة المشهد السياسي والأمني في شمال سوريا. في هذا السياق، طرح الدكتور عامر السبايلة، الخبير الأردني في الشؤون الاستراتيجية، رؤيته حول هذا المشروع وتأثيره على المنطقة، في مقابلة مع غيث عضايلة.

 

من يقف وراء إعادة تأهيل الجولاني؟

 

أوضح السبايلة أن إعادة تأهيل الجولاني ليست صدفة، بل جزء من تحركات دولية وإقليمية لتطويع الأوضاع في سوريا.

 

1. الدور الأمريكي:

 

الولايات المتحدة تسعى لتقديم الجولاني كـ”حل وسط” في إدلب، إذ يُنظر إليه كبديل أقل خطورة مقارنة بتنظيمات متشددة مثل داعش.

 

واشنطن قد تستخدم الجولاني كأداة لتقويض النفوذ الإيراني والروسي في الشمال السوري.

الجولاني يحاول تغيير صورته عبر تصريحات سياسية معتدلة وزيارات تظهره كشخصية براغماتية.

 

2. التوجه التركي:

 

تركيا تلعب دورًا رئيسيًا في رسم ملامح المشهد شمال سوريا، وتحاول الحفاظ على سيطرتها من خلال “هيئة تحرير الشام”.

أنقرة ربما تدعم تحركات إعادة تأهيل الجولاني لتثبيت نفوذها في إدلب ومنع انهيار الوضع هناك.

 

3. الجولاني نفسه:

 

يحاول الجولاني الترويج لنفسه كشريك محتمل، وقدم مؤشرات على أنه مستعد للعب دور سياسي وإداري في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة.

 

هل انتهى المشروع الإيراني في المنطقة؟

 

السؤال عن انتهاء المشروع الإيراني يظل معقدًا، وأكد السبايلة أن الحديث عن النهاية قد يكون مبالغًا فيه.

 

1. إيران تتكيف:

 

طهران تظهر قدرة على إعادة التموضع عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين.

تستمر في استخدام وكلائها في العراق، لبنان، واليمن للحفاظ على نفوذها الإقليمي.

 

2. المواجهة الإسرائيلية والأمريكية:

 

الضربات الإسرائيلية المستمرة لمواقع إيران ووكلائها في سوريا تقوّض وجودها العسكري.

مع ذلك، لا تزال إيران تعتمد على استراتيجيات أخرى مثل التغلغل الاجتماعي والاقتصادي في سوريا.

 

3. مستقبل النفوذ الإيراني:

 

المشروع الإيراني يواجه تحديات عديدة من العقوبات إلى الضغوط السياسية والعسكرية، لكنه لم ينتهِ بعد.

نجاح أي خطة لتقويض المشروع الإيراني يعتمد على تضافر الجهود الدولية، وهو أمر لا يزال غير مضمون

 

أين يقف الأردن من هذه التحولات؟

 

الأردن، كدولة مجاورة لسوريا، يجد نفسه في موقف معقد وسط هذه التطورات.

 

1. الأمن الحدودي:

 

الأردن يعاني من تهديدات متزايدة على حدوده الشمالية بسبب عمليات تهريب المخدرات والأسلحة القادمة من سوريا.

 

التنظيمات المسلحة، سواء المتشددة أو المدعومة من إيران، تشكل خطرًا مباشرًا على أمنه القومي.

 

2. الموقف السياسي:

 

الأردن يعتمد سياسة التوازن، إذ يحافظ على علاقات جيدة مع مختلف الأطراف الفاعلة في الملف السوري، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا.

 

يدعم الأردن تسوية سياسية شاملة تضمن استقرار سوريا وتوقف تدفق اللاجئين.

 

3. الدور الإنساني:

 

لا يزال الأردن يتحمل عبئًا كبيرًا باستضافة اللاجئين السوريين، مما يضيف ضغطًا اقتصاديًا وسياسيًا على المملكة.

 

تحليل شامل للمشهد الإقليمي

 

1. إعادة تشكيل التحالفات:

 

المنطقة تشهد محاولات لتغيير الخارطة السياسية والأمنية.

إعادة تأهيل الجولاني تُظهر مرونة بعض الأطراف الدولية في التعاطي مع شخصيات مثيرة للجدل لتحقيق مصالح محددة.

 

2. تراجع المشاريع الكبرى:

 

رغم استمرار المشروع الإيراني، إلا أن النفوذ الإيراني في سوريا يواجه تحديات غير مسبوقة.

في المقابل، القوى الأخرى، مثل تركيا، تسعى لاستغلال هذا التراجع لفرض سيطرتها على مناطق معينة.

 

3. تحديات الدول المجاورة:

 

الأردن يواجه معضلة التكيف مع هذه التحولات دون الإضرار بمصالحه الاستراتيجية.

 

الحفاظ على أمن الحدود والاستقرار الداخلي يمثلان الأولوية الكبرى للسياسة الأردنية.

 

 

الدكتور عامر السبايلة، الخبير الاستراتيجي الأردني، ناقش عدة قضايا محورية في مقابلة أجراها غيث عضايلة، حيث تناول مشروع إعادة تأهيل الجولاني، ومستقبل المشروع الإيراني في المنطقة، إضافة إلى دور الأردن في ظل هذه التطورات.

 

إعادة تأهيل الجولاني

 

الدكتور السبايلة أشار إلى أن إعادة تأهيل أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام”، تأتي ضمن سياق تحولات إقليمية ودولية. وأبرز ما جاء في حديثه:

 

دور الولايات المتحدة:

يُعتقد أن واشنطن تلعب دورًا رئيسيًا في إعادة صياغة صورة الجولاني من زعيم إرهابي إلى شخصية يمكن التعامل معها سياسيًا، بهدف إضعاف التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل “داعش”، والسيطرة على مناطق إدلب استراتيجيًا.

 

المقاربة الدولية:

إعادة تأهيل الجولاني تُعتبر خطوة تكتيكية لتحقيق استقرار نسبي في الشمال السوري، مع احتواء النفوذ الروسي والإيراني في تلك المناطق.

 

الجولاني كمشروع سياسي:

هناك جهود لإظهار الجولاني كـ”شريك سياسي محتمل”، وهو تحول يُثير تساؤلات حول مستقبل الأوضاع في إدلب، وموقف تركيا من هذه التطورات.

 

المشروع الإيراني في المنطقة

 

بالنسبة للمشروع الإيراني، أوضح الدكتور السبايلة أن الحديث عن انتهاء المشروع الإيراني في المنطقة لا يزال سابقًا لأوانه. وأبرز النقاط:

 

إيران تتكيف مع المتغيرات:

رغم الضغوط الدولية والإقليمية، إيران تُظهر قدرة على إعادة تموضع، سواء عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين أو من خلال استخدام وكلائها في المنطقة.

 

سوريا كمحور مهم: المشروع الإيراني يعتمد بشكل كبير على بقاء النفوذ في سوريا، ووجود طهران في دمشق ومحيطها لا يزال قائمًا، وإن كان يواجه تحديات مستمرة.

 

دور الولايات المتحدة وإسرائيل:

الجهود الإسرائيلية والأمريكية لاستهداف النفوذ الإيراني عسكريًا في سوريا لم توقف المشروع لكنها أدت إلى تقليص حضوره في بعض المناطق.

 

دور الأردن

 

الأردن يجد نفسه في موقف حساس ضمن هذه المعادلة، خاصة مع قربه الجغرافي من مناطق الصراع في سوريا. الدكتور السبايلة أكد:

 

الأمن الحدودي:

الأردن يركز على حماية حدوده الشمالية من تهديدات التنظيمات الإرهابية والنفوذ الإيراني، خصوصًا فيما يتعلق بتهريب المخدرات والأسلحة.

 

الموقف السياسي:

السياسة الأردنية تسعى للتوازن بين القوى الكبرى في المنطقة، سواء روسيا، الولايات المتحدة، أو دول الخليج، لضمان استقرار الأوضاع داخليًا وإقليميًا.

 

الدور الإنساني:

الأردن يواصل لعب دور محوري في استضافة اللاجئين السوريين، مع العمل على تحفيز الحلول السياسية التي تعيد الاستقرار إلى سوريا.

 

الرؤية العامة

 

الدكتور السبايلة يرى أن المنطقة تشهد إعادة تشكيل الخرائط السياسية، حيث تتحرك القوى الكبرى لاحتواء النفوذ الإيراني وإعادة ضبط أدوار اللاعبين المحليين مثل الجولاني. لكنه أكد أن هذه التحركات تحمل مخاطر كبيرة على دول الجوار، بما في ذلك الأردن، إذا لم تكن مصحوبة بحلول شاملة ودائمة للصراع السوري.

 

ختامًا

 

الحديث عن انتهاء المشروع الإيراني قد يكون مبالغًا فيه، بينما تظل إعادة تأهيل الجولاني محاولة لحل جزئي للصراع في سوريا، فيما يواصل الأردن السعي لحماية مصالحه وسط هذه التحديات الإقليمية.

 

الخلاصة

 

إعادة تأهيل الجولاني تمثل جزءًا من لعبة شطرنج دولية لإعادة صياغة الأوضاع في سوريا والمنطقة. أما المشروع الإيراني، فرغم الضغوط الكبيرة عليه، لا يزال يمتلك أدوات للبقاء. الأردن، بدوره، يجد نفسه في خضم هذه التحولات، يسعى للحفاظ على أمنه واستقراره وسط بيئة إقليمية متغيرة ومليئة بالتحديات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى