العام

خطبة عن حقوق الله وحقوق العباد

خطبة جمعة بعنوان حقوق الله وحقوق العباد

خطبة عن حقوق الله وحقوق العباد

الحمد لله الرؤوف الرحيم البر الجواد الكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العظيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الهادي إلى صراط مستقيم، اللهم صل وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وأصحابه, ومن تبعهم في كل أمر قويم.

أما بعد:

أيها الناس, اتقوا الله تعالى بالقيام بحقوقه وحقوق العباد، وبكمال المتابعة للرسول, وقوة الإخلاص للرب الجواد، قال صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً”.

فعاشروا -رحمكم الله- الخَلْقَ بالخُلُقِ الجميل، وبالتواضع لهم في كل كثير وقليل، واعقدوا قلوبكم عقداً جازماً على محبة جميع المسلمين، والتقرب بذلك إلى رب العالمين، واجتهدوا في تحقيقها, ودفع ما ينافيها، واعملوا على كل ما يحققها ويكملها وينميها، واتخذوا المؤمنين إخواناً، وعلى الخير مساعدين وأعواناً، ومتى رأيتم قلوبكم منطوية على خلاف ذلك, فبادروا إلى زواله، وسلوا ربكم ألا يجعل فيها غلاً للذين آمنوا, تحظوا بنواله، وميزوا في هذه المحبة من لهم في الإسلام مقام جليل, كعلمائهم وولاتهم العادلين وعبادهم، فتمام محبة الله محبة أوليائه, بحسب مقاماتهم وعملهم واجتهادهم.

ووطنوا نفوسكم على ما ينالكم من الناس من الأذى, وقابلوه بالإحسان، وتقربوا بذلك إلى الله, راجين فضل الكريم المنان.

فمن كمال حسن الخلق, أن تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتحسن الخلق لمن أبغضك وهجرك؛ فإن الجزاء من جنس العمل، فمن عفى عن عباد الله, عفى الله عنه، ومن سامحهم سامحه الله، ومن أغضى معائبهم ومساويهم, ستر الله عليه.

فاجعل كبير المسلمين بمنزلة أبيك، وصغيرهم بمنزلة ابنك, ونظيرهم محل أخيك، وتكلم مع كل أحد منهم بما يناسب الحال؛ فمع العلماء بالتعلم, وبالتعليم مع الجهال، ومع الصغار باللّطف، ومع الفقراء بالرحمة والعطف, ومع النظراء بالآداب والظرف, قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)

خطبة عن حقوق الله وحقوق العباد

الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فتقوى الله هي رأس كل خير، وبها يتحقق رضى الله وتفوزون بالجنة وتنجون من النار.

عباد الله، حديثنا اليوم عن حقوق الله وحقوق العباد. فحقوق الله عز وجل هي أعظم الحقوق، وهي أولى ما ينبغي على المسلم أن يحرص على أدائها. فالله جل جلاله هو خالقنا ورازقنا ومالك كل شيء، وقد أمرنا بعبادته وحده لا شريك له. قال الله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” (الذاريات: 56). ومن حقوق الله علينا:

1. توحيد الله: فلا يجوز أن نشرك به شيئًا، فقد قال الله: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” (النساء: 48).

2. العبادة: وهي أعظم حق لله على عباده، ويشمل ذلك الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، وذكر الله والدعاء وقراءة القرآن، وكل عمل صالح يُبتغى به وجه الله.

3. الإخلاص لله في العبادة: فلا رياء ولا سمعة، بل تكون العبادة خالصة لله وحده.

4. الشكر على النعم: فالله سبحانه وتعالى هو الذي أنعم علينا بنعم لا تُحصى، ومنها نعمة الحياة والصحة والأمان، فلنشكر الله دائمًا ونحمده على نعمه.

أما حقوق العباد فهي أيضًا من أعظم الأمور التي يجب على المسلم أن يحرص على أدائها، فقد جعل الله حسن التعامل مع الناس مبدأً أساسيًا في ديننا. ومن حقوق العباد:

1. حق الوالدين: بر الوالدين والإحسان إليهما أمرٌ عظيم. قال الله تعالى: *”ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك”* (لقمان: 14).

2. حق الجار: الإحسان إلى الجار وعدم إيذائه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره” (متفق عليه).

3. حق المسلم على المسلم: من حقوق المسلم على أخيه المسلم السلام، والنصح، والنصيحة، والزيارة في المرض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة.

4. العدل والإنصاف: فلا يجوز ظلم العباد ولا أكل حقوقهم، سواء في المال أو العرض أو الدماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة” (رواه مسلم).

عباد الله، إن الله تعالى أمرنا بإقامة هذه الحقوق والوفاء بها، ونجاحنا في الدنيا والآخرة يعتمد على مدى أدائنا لهذه الحقوق. فمن أدى حق الله وحق العباد كان من الناجين المفلحين، ومن قصر فيها كان من الخاسرين.

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وارزقنا حسن التعامل مع عبادك، واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:

أيها المؤمنون، إن حقوق الله وحقوق العباد هي أعمدة الدين، وإذا أردنا السعادة في الدنيا والفوز بالآخرة فلا بد من المحافظة على هذه الحقوق. فلنتقِ الله فيما بيننا وبين الله، وفيما بيننا وبين الناس.

اللهم اجعلنا من الذين يؤدون حقك حق الأداء، ويؤدون حق عبادك على الوجه الذي ترضاه. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفّر عنا سيئاتنا، وتوفّنا مع الأبرار.

وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى