ما هو معتقد أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة من المسلمين الموحدين؟
معتقد أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة من المسلمين الموحدين؟
الحل هو ٠٠٠
أنه لا يخلد في النار، بل أمره إلى الله، إن شاء عذبه يقدر ذنوبه، وإن شاء غفر له وأدخله الجنة.
معتقد أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة من المسلمين الموحدين هو أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من ملة الإسلام بسبب ذنبه ما دام لم يقع في الشرك أو الكفر. يرون أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأنه تحت مشيئة الله يوم القيامة: إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه على قدر ذنوبه ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة. فهم لا يكفرونه ولا يحكمون بخلوده في النار كما تفعل الخوارج، ولا يقولون إنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما تقول المرجئة.
ثانيًا::
فسر قوله تعالى قال تعالى: ﴿ هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفتْ )
الحل هو
يوم القيام تحاسب كل نفس على ما قدم من خير أو شر
قوله تعالى: ﴿ هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ﴾ (سورة يونس: 30) يعني في ذلك الموقف العظيم يوم القيامة، حيث ستُختبر وتُجازى كل نفس بما قدمت من أعمال في الدنيا، سواء كانت خيراً أو شراً.
٠”تبلوا” هنا تعني تختبر وتظهر حقيقتها وتتعرف على جزائها بناءً على ما قدمت في الحياة الدنيا.
٠”ما أسلفت” يشير إلى الأعمال السابقة التي قام بها الإنسان في حياته الدنيا، سواء كانت أعمالاً صالحة أم سيئة.
فالآية تذكّر الناس بأنهم سيحاسبون على أعمالهم في الآخرة، وأن كل نفس ستعرف ما قدمت من خير أو شر، وستكون نتيجتها بحسب عملها.
شرح معتقد أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة من المسلمين الموحدين؟
معتقد أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة من المسلمين الموحدين يقوم على عدة أسس مهمة:
1. مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته: أهل السنة والجماعة يرون أن المسلم الذي يرتكب كبيرة (مثل الزنا أو شرب الخمر) لا يخرج من الإسلام ولا يكفر ما دام مؤمناً بالله وموحداً له. وإنما هو فاسق بفعله، أي عاصٍ ومستحق للعقوبة، لكنه ما زال في دائرة الإسلام.
2. تحت مشيئة الله: أهل السنة يعتقدون أن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب فهو تحت مشيئة الله يوم القيامة. إن شاء الله غفر له وتجاوز عنه، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، لكنه في النهاية لا يخلد في النار، بل يُخرج منها بعد أن يُطهَّر من ذنوبه ويدخل الجنة.
3. التوبة ممكنة: أهل السنة يؤكدون على أن باب التوبة مفتوح، وأنه إذا تاب مرتكب الكبيرة توبة نصوحاً، غفر الله له ذنوبه وعاد كأنه لم يرتكب شيئاً، لقوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا” (الزمر: 53).
4. الوسطية بين الفرق: أهل السنة والجماعة يتوسطون بين فرقتين:
– الخوارج: الذين يكفرون مرتكب الكبيرة ويعتقدون أنه مخلد في النار.
– المرجئة: الذين يقولون بأن الإيمان وحده يكفي ولا تضر المعاصي مع الإيمان.
أهل السنة يقولون بأن الأعمال جزء من الإيمان، وأن المعاصي تؤثر على إيمان المسلم، لكنها لا تخرجه من الملة.
إجمالاً، معتقد أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة هو معتقد يوازن بين العدل والرحمة، فلا يكفره ولا يخرجه من الإسلام، لكنه يعترف بأن المعاصي لها عقوبة ويجب التوبة منها.